تروج شبكة Bee -المنتشرة حديثاً- لنفسها على أنها “إستثمار مالي مربح للمستقبل”. يستثمر المستخدمون الوقت بتشغيل التطبيق (تقول الشبكة أنها عملية تعدين لعملة رقمية) مقابل مكافئآت مالية مستقبلا. يروج مجمتع الإنترنت العربي مؤخراً إلى الشبكة الجديدة ب”العملة الرقمية الصينية الجديدة” ويتنبأ الجميع بمستقبل كبير وأرباح طائلة من خلفها مستشهدين ببدايات عملة Bitcoin ووضعها الحالي. حسناً لنضع عملة Bee الجديدة تحت المجهر.
للإختصار، إذا كانت البيانات على هاتفك بما فيها جهات الإتصال وموقعك الجغرافي غير مهمة بالنسبة لك وإن كنت لا تمانع بإحتمال بإصابة هاتفك المحمول ببرامج ضارة، فعندها يمكنك التفكير في تثبيت تطبيق Bee. ما المقابل؟ إحتمال أن تقوم شبكة Bee والتي لا توفر أي بيانات عن فريقها ببناء blockchain لعملة مشفرة قيمة وتتيح لك تداولها.
إقرأ أيضاً:
- ما هو متصفح Tor ؟ دليل شامل عن متصفح الإنترنت المظلم (Dark web)
- تغييرات في سياسة الخصوصية لWhatsApp! ما هي التغييرات الجديدة؟ ولماذا عليك التبديل لTelegram؟
- مع إرتفاع أسعار العملات الرقمية، بطاقات الرسوميات تواجه نقصاً قوياً في السوق!
أين المشكلة؟
أكثر من مليون مستخدم قامو بتثبيت تطبيق جديد يجمع بياناتهم الشخصية. يثبتون التطبيق ويوافقون على الصلاحيات التي يطلبها التطبيق من الجهاز دون قراءتها.
لنفترض جدلاً أن فريق Bee قام بالفعل ببناء blockchain لعملة مشفرة وبدأت أنت “بتعدين” تلك العملة على أمل الإستفادة مادياً في المستقبل. لماذا كل هذه الصلاحيات لتطبيق تعدين! الا يفترض أصلاً أن تكون الميزة الرئيسية في العملات المشفرة هي السرية التامة؟
لنلقي نظرة صغيرة على الصلاحيات التي يمتلكها التطبيق على هاتفك. يمكنك مشاهدة هذه القائمة في صفحة التطبيق في Google play.
- وصول إلى الصور وملفات الوسائط والملفات.
- الوصول إلى وقراءة وتعديل أو حذف محتويات الذاكرة الخارجية أو USB.
- قراءة وتعديل أو حذف محتويات ذاكرة التخزين.
- قراءة وتعديل جهات الإتصال.
- قراءة حالة الهاتف بما يشمل المكالمات الواردة والصدارة وسجل المكالمات ورقم هاتفك.
- معرفة التطبيقات التي تعمل على الهاتف.
- معرفة نوع الهاتف بما يشمل نظام التشغيل والرقم التسلسلي والمصنع.
- قراءة ومعرفة إتصال الواي فاي الخاص بك.
-
معرفة الموقع الجغرافي.
-
تعديل إعدادات النظام.
-
منع الهاتف من الدخول إلى حالة السكون.
-
تغيير حالة الإتصال بالإنترنت.
-
وصول كامل إلى معلومات الشبكة بما يشمل عنوان IP والمشغل وحالة الإتصال.
-
تشغيل التطبيق مع تشغيل الهاتف.
-
تشغيل التطبيق فوق التطبيقات الأخرى.
-
التحكم بإهتزاز الهاتف.
هل هذا فقط؟ في الوقت الحالي نعم، لكن من يعلم في أي تحديث يتم إضافة صلاحيات أخرى كقراءة الإشعارات أو الكامير مثلا؟
قد يجادل البعض بأنه يمكن للمستخدمين تعديل إعدادات الأذونات للتطبيق وإستخدامه دون أي أذونات. لكن أليس هذا يعيدنا لنقطة أنه تطبيق تم إنشاؤه بواسطة فريق مجهول يحاول جمع معلومات مهمة عن مستخدمي أجهزة Android ومن غير المرجح أن يكون له أي قيمة للمستخدمين؟
كيف إنتشر تطبيق Bee؟
لدى تطبيق Bee نموذج تسويق عبر الإحالة ويوفر عملات رقمية أعلى للمستخدمين الأوائل الذين ينشئون شبكة أكبر من الأشخاص الذين تم دعوتهم عبرهم على شكل حوافز للمستخدمين. بالفعل فيبدو أن الأشخاص يرغبون بشدة في كسب المال بدون جهد لدرجة أنهم لا يهتمون بشأن خصوصيتهم فهم بالفعل يقدمون بياناتهم بحرية لشركات أخرى مثل Facebook.
ما الفرق بين Bee وبين Facebook وGoogle؟
بالتاكيد يجب أن تشعر بالقلق بشأن خصوصية بياناتك حتى لة يقوم Facebook يجمع المعلومات عنك بنفس الطريقة. يعد كل من Google و Facebook كيانات قانونية ملزمة بالقوانين وردود أفعال المستخدمين. ولكن فإن Bee Network هو تطبيق لا يوفر حتى عنوانًا أو اسمًا لكيان قانوني أو شخص في شروطه أو سياسة الخصوصية الخاصة به. في الأعوام الماضية تم مقاضاة Facebook ممثلاً برئيسه التنفيذي بالفعل بعد فضيحة بيع بيانات المستخدمين. العديد من الحملات من المتسخدمين ضد سياسات الشركة أثبتت فعاليتها. ولكن لو باع Bee Network بياناتك فمن ستقاضي؟
فقط لأنك تدفع ضرائب لحكومتك، لا يعني أنه يجب عليك أيضًا دفع ضرائب عندما يطلبها أي شخص ما. تجارة البيانات مربحة تم إستخدامها مسبقاً لتغيير آرآء الناخبين في أقوى دولة في العالم فلماذا تظن أنه من الصعب إستخدام بياناتك لتقديم عروض تسويقية تستهدفك وعمليات احتيال قد تكلفك وقتك أو أموالك؟
حتى لو كنت متحمسًا للغاية لاكتساب المزيد من العملات الافتراضية، تأكد من أن التطبيق ليس لديه أي أذونات على هاتفك. العديد من المستخدمين أدعو أنهم قادرون على استخدام التطبيق دون مشاركة بياناتهم. إذا إستطعت أنت أيضاً فحسنأ الأمر غير مقلق. الشيء الوحيد الذي تخاطر به هو وقتك الذي لا نوصي بإهداره على عملة افتراضية أطلقها فريق مجهول ولكن وقتك هو اختيارك بالطبع.
ما هي الحجج النموذجية لأنصار Bee؟
الورقة البيضاء. حسناً، الورقة البيضاء ليس إلا عبارة عن بضع فقرات من الوصف عالي المستوى للمشروع. نعلم بأن الBitcoin كان لها أيضًا منتقدون. لكن كانت Bitcoin مشروعًا مبتكرًا مفتوح المصدر. Bee هو استنساخ ليس لديه ما يظهره من تقنيته أو فوائده. فقط لأن بعض الناس كانوا مخطئين بشأن الBitcoin لا يعني أن كل عملة مشفرة ستصبح ناجحة. كان هناك المئات من عمليات الاحتيال الخاصة بالعملات المشفرة بما في ذلك One Coin.
ما التالي؟
ماذا لو أطلقنا عملة إلكترونية عبارة عن مزحة كبيرة تمامًا مثل Doge بنفس مفهوم Pi Networks وBee Network:
- سيكسب المُحيلون عملات افتراضية لا قيمة لها.
- سيكسب المستخدمون الأوائل المزيد من العملات الافتراضية التي لا قيمة لها.
- سيحاول التطبيق جمع البيانات من المستخدمين وبيعها لأعلى مزايدين في ظل السرية المطلقة.
- لن يكون هناك أي تعدين. ليست هناك حاجة لبذل جهد في بناء شبكة تشفير عندما يكون الأشخاص مستعدين لتنزيل تطبيقك بدون واحدة.
- قد تكون هذه تجربة رائعة لمعرفة من يدفع مقابل بيانات هؤلاء المستخدمين، ولكن من المحتمل أن يتم اختطاف التجربة من قبل المحتالين وسينتهي الأمر بخسارة أموال حقيقية كما حدث في Dogecoin.
ماذا يجب أن تفعل؟
فقط توقف عن مطاردة الوعود بالمال المجاني والقيام بشيء أكثر إنتاجية في حياتك. لن أزعج نفسي بتثبيت التطبيق. برأيي أنك تضيع الوقت فقط من خلال تجربة التطبيق. ومع ذلك، إذا كنت قد ترغب بالمجازفة في بياناتك وتمتلك التطبيق بالفعل، فيمكنك الانتظار لمعرفة ما إذا كان المؤسسون قد قاموا بالفعل بإنشاء عملة مشفرة ستدر الأموال عليك. أخيرًا شاركنا رأيك في التعليقات.
منقول بتصرف عن AI Multiple.
40 تعليق\ات